الأستاذ حسن ساباز: حكم الظالم

يُدين الأستاذ حسن ساباز نفاق العالم في تمجيد ترامب بوصفه "صانع سلام" رغم شراكته في الإبادة بغزة، منتقدًا صمت القادة عن جرائم الاحتلال، ويؤكد أن الظالم لا يملك إلا حكم الدنيا، أما حكم الله فهو الباقي العادل.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
لا أحد اليوم يستطيع أن يجزم إلى متى سيصمد وقف إطلاق النار في غزة، فالمشهد ضبابي والدم لا يزال حارًا، ومع ذلك تستمر عبارات المديح والثناء تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يقولون إنه "صانع الهدنة" و"مهندس السلام في الشرق الأوسط"، ويحتفون به بوصفه رجلًا ساهم في تهدئة المنطقة، وكأنّ القنابل التي أُطلقت لم تكن بإشرافه، والأسلحة التي أحرقت أجساد الأطفال لم تحمل توقيعه.
المفارقة أن حكومات من باكستان إلى إندونيسيا، ومن مصر إلى تركيا، تتسابق في توجيه عبارات الشكر والثناء له.
ديكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي قدّم لترامب أرفع وسام في البلاد، وسام النيل، مبررًا ذلك بـ"دعمه جهود السلام في المنطقة"، بينما لا أحد يجرؤ على إدانة إغلاق نتنياهو للمعابر أو إدانة جيشه الذي يقصف النازحين بلا رحمة.
صار مقتل خمسة أو عشرة فلسطينيين حدثًا عاديًا لا يستوقف أحدًا، بل كأن العالم قد تعوّد على مشاهد الجثث والدمار.
أما الإبادة الجماعية التي ارتُكبت، فتمّ تجاهلها تمامًا، ولم يجرؤ أحد على مساءلة ترامب عن دوره المباشر فيها،
فقد قالها بنفسه في خطاب أمام برلمان الاحتلال:
"الولايات المتحدة تمتلك أكبر جيش في التاريخ، وقد أعطينا إسرائيل معظم أسلحتنا الفتاكة."
اعتراف واضح بأن الأسلحة التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم أكثر من عشرين ألف طفل، كانت هدية أمريكية، ومع ذلك تُقدَّم له الأوسمة باسم "السلام".
يا للمفارقة!
كيف يمكن أن يُشكر شريك في الجريمة على "جهوده في إحلال السلام"؟
كيف يغضّون الطرف عن جرائم الاحتلال، وعن الجوع، وعن الحصار، وعن تهجير الأطفال والنساء، ثم يطالبون حماس بإلقاء السلاح؟
الرئيس الأمريكي، المنفذ لأوامر نتنياهو، يقف أمام الكاميرات ليقول:
"حماس ستنزع سلاحها، وإلا فسنفعل نحن ذلك."
ولا أحد يسأله السؤال البسيط:
هل أسلحة حماس هي التي تسببت في الإبادة، أم أسلحتكم أنتم؟
الكل يعلم أن أسلحة المقاومة دفاعية، محدودة التأثير، بينما الأسلحة التي تفتك بغزة تُصنّع وتُصدّر من مصانع الموت الأمريكية، ومع ذلك يصرّ الغرب على معاقبة الضحية وتكريم الجلاد.
الهدف واضح:
إضعاف المقاومة، وتسليح الخونة تحت مسمى "قوات الشرطة"، وكسر روح الصمود لدى شعب غزة، لتصبح الأرض ممهدة أمام المشروع الصهيوني للتمدد والاستيطان.
لكنهم واهمون.
فمن يعبد الدنيا لا يستطيع أن يفهم من يبيع نفسه لله.
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ..." التوبة: 111
لقد قالها المؤمنون لفرعون من قبل:
(اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا." طه: 72
وهكذا سيقولها أحرار غزة اليوم لكل طاغية، ولكل من يظن أن حكمه باقٍ إلى الأبد.
فالظالم، أيًّا كان اسمه، لا يملك إلا أن يحكم في حدود هذه الدنيا الفانية.
أما حكم الله، فباقٍ لا يزول. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يركز الأستاذ محمد كوكطاش على أهمية تثبيت الهدنة وتأمين الاحتياجات الأساسية لغزة تمهيدًا لإعادة الإعمار، كما يشدد على وجوب دفع إسرائيل والولايات المتحدة تعويضات عادلة للشهداء والجرحى.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن كواليس قمة شرم الشيخ تكشف عن مساعٍ أمريكية لفرض تسوية جديدة تُقصي المقاومة وتعيد إنتاج "صفقة القرن" بصيغة ناعمة، مشيراً إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق، بين تهدئة مشروطة أو تصعيد جديد ترسمه سيناريوهات متضاربة.
يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن صمود حماس وشعب غزة يمثل رمزًا للمقاومة والكرامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وأن حماس تظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما يتحتم على المجتمع الدولي حماية الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين لضمان سلام عادل وحقيقي.